في قرية صغيرة تُدعى الكوامل بمحافظة سوهاج، نشأ شاب عادي اسمه يسي فكري، لكنه كان يحمل في داخله حلمًا غير عادي. لم يكن في قريته مظاهر المدن الكبرى، ولا بيئة تكنولوجية متطورة، لكن كان هناك شغف بداخل طفل لا يعرف المستحيل.
الشرارة الأولى
عام 2013، وفي عمر الثانية عشرة، دخل أول جهاز لابتوب إلى بيت الأسرة. كان ملكًا لشقيقه، لكنه بالنسبة له كان بوابة إلى عالم آخر. ساعات طويلة قضاها أمام الشاشة، يتعلم، يجرّب، ويخطئ، ثم يعيد المحاولة من جديد. لم يكن أحد يتوقع أن هذا الفضول سيحوّل مسار حياته بالكامل.
أول تجربة برمجية
مع صديقه “مايكل”، نفذ أول تطبيق له: أداة لحجز مواعيد الأطباء. التجربة لم تحقق نجاحًا كبيرًا، لكنها كشفت له أن لديه القدرة على تحويل الأفكار إلى واقع. ومن هنا بدأ المشوار. بعد ذلك بسنوات قليلة، حصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة Intel ISEF، ثم صعد إلى العالمية بفوزه بالمركز الأول في مسابقة iCAN بكندا عام 2019، ليكتب اسمه على خريطة الابتكار الدولي.
السقوط قبل الانطلاق
لم يكن النجاح حليفًا دائمًا. ففي عام 2020، حاول أن يطلق مشروعه في القاهرة، لكنه تعرّض للاستغلال وخسر ما بدأه. عاد إلى قريته محبطًا، لكنه لم يرفع الراية البيضاء. تلك الكبوة تحولت إلى نقطة قوة صقلت شخصيته ومنحته صلابة جعلته أكثر استعدادًا للتحديات المقبلة.
الهجرة إلى دبي
عام 2021 كان عام التحول الكبير. حمل يسي ما تبقى من مدخراته، وسافر إلى دبي ليؤسس شركته الخاصة Tech Go المتخصصة في التصميم والبرمجة. البداية كانت شديدة الصعوبة، حتى أوشكت أمواله على النفاد، لكنه لم يستسلم. وفي لحظة فارقة، حصل على مشروعين كبيرين في يوم واحد، كانا بوابة انطلاق شركته نحو النجاح.
الحاضر.. والآتي أعظم
اليوم، يقود يسي فريقًا من 22 موظفًا، نفذوا أكثر من 143 مشروعًا ناجحًا. اسمه بات معروفًا في مصر والإمارات كرائد أعمال شاب أثبت أن الإرادة قادرة على تحطيم القيود. ومع ذلك، فهو لا يرى نفسه اكتفى بما حققه، بل يخطط للتوسع في أوروبا وأمريكا ليترك بصمة عالمية.
رسالته
يسي فكري يوجّه رسالته لكل شاب عربي قائلاً:
“أنا وُلدت في قرية بسيطة، لكني لم أقبل أن أعيش بحدودها. آمنت بحلمي وسعيت ورائه. لا شيء مستحيل.. جربوا، غامروا، ولا تخافوا من الفشل. لأن النجاح الحقيقي يولد من قلب المحاولات.
الوسوم:
أخبار محلية